حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ :: وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني نار:: انتظاري ووجداني لها لهب
كأنني فارس لاسيفَ في يده ::والحرب دائرة والناس تضطرب
أو أنني ُمبحر تاهت سفينته ::والموج يلطم عينيها وينسحب
أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه:: قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب
يمد عينيه للأفق البعيد فما ::يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ ::إلا وفي قلبه من أصلها نسب
خيول شعرك تجري في أعنّتها ما:: نالها في مراقي عزّها نصب
ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ:: وفجرنا في عروق الكون ينسكب
وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى:: ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها ::وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب
الله يكتب يا ريحانتي فإذا أراد ::أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا ::ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا
ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ ::فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ ::ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده::ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما ::تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم ::لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب