[right][b]تعتبر خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين ، وأحب زوجات النبي الى قلبه. حتى إنه ورد في الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه لقد رزقت حبها.
وخديجة كانت تعرف في فريش في الجاهلية بعفتها وطهارتها وشرفها وغناها. ولهذا قصدها الكثير من الخطاب والرجال للزواج أو المضاربة بمالها (على سبيل شركة القراض).
سمعت بأمانة الرسول وصدقه، فطلبت منه ان يتاجر بمالها، خارج حدود مكة، فتوج النبي في ثاني سفرية له خارج مكة إلى الشام، صحبة غلامها ميسرة.
وعند عودة الرسول الكريم، فوجئت خديجة بما حققته القافلة من ارباح عظيمة، وتفاجأت أكثر حين أعطت للرسول ما تم الاتفاق عليه من المال، وعلى غير عادة من سبقه من الرجال، حمد الله وشكره وانصرف لحال سبيله، ليبدأ تفكير خديجة رضي الله عنها، في أخلاق ونبل هذا الشاب ، فاستدعت غلامها ميسرة، وسألته عن أحوال محمد كيف كانت، فما لبثت بعد الذي حكاه لها، أن أعجبت بالنبي وأحبته، وقررت أن تخطبه لنفسها - وتلك الفاضلات يخطبن لأنفسهن الفاضلين من الرجال-
بعثت للنبي صديقتها نفيسة، فقبل الرسول، واستشار في الأمر أعمامه، ووافقوا، فتزوجها وفي عمره 25 سنة وهي في 45 من عمرها.
أمضى الرسول مع خديجة زهرة شبابه، وولد معها أبناءه (عدا ابراهيم). ولم يتزوج غيرها في حياته، الى أن توفيت رضي الله عنها في عام الحزن وعمرها يفوق الستين سنة. وقد ظل وفيا لحبها فكان يكرم صديقاتها ويرسل لهن اللحم اذا ذبح شاة، بل إنه غضب على عائشة رضي الله عنها، لأنها قالت له لم تكثر من ذكر هذه العجوز وقد أبدلك الله أصغر وأجمل منها؟ فأجاب : لا والله لقد آوتني وآنستني إذ هجرني الناس، وأعطتني إذ منعني الناس..
عبر:
- كلنا يعرف أن الرسول تزوج خديجة وهي تكبره سنا، ولكن لا احد منا يستوعب هذا الأمر، ويستحضره حين يتهم زوجنه بالشيخوخة، أو حين يميل إلى شابات في زهرة العمر، بدعوى أن زوجته هرمت ، ولم تعد تلبي رغباته..
- ان الرسول الكريم اعتبر فارق السن مجرد رقم، والأساسي هو الشرف والأخلاق والعفة، وهو الكمال إذا اجتمعت الى المال والغنى، لا ان نعتبر الغنى هو الاساس
- ان موافقة الرسول ، لم تجعله يلغي راي أعمامه، بل استشارهم، ليتمه صلى الله عليه وسلم. استشارهم لا انهم فرضوا عليه الأمر. كما أن خديجة رضيت الزواج منه. فليتق الله من يزوج أولاده على مزاجهم.
- ان طلب خديجة رضي الله عنها الزواج من الرسول قد سبقه إعجابها بأخلاقه، فلا داعي لأن ننكر أهمية الميول القلبي في الزواج، لأنه من أساساته.
- إن وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لحب خديجة، ينبغي أن يكون سلوكا نقتدي به، ونعلمه لأنفسنا ولأزواجنا، ولأولئك اللذين يدعون محبة الرسول، ويهجرون زوجاتهم، ويعنفونهن.
بأبي أنت وأمي ما اعظمك وأنبلك يا رسول الله
* ملاخظة: لم اقصد الاطالة أكثر لهذا لم اتعمد التدقيق العلمي في تخريج الوايات والأحاديث