كلما احتجت حاجه

عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 10/11/2011

كلما احتجت حاجة

حياتنا ملئيه بالإحداث التي نجد فرج الله قريب منا وخصوصاً عندما نرفع الأكف بقلوب خالصة مقبلة على الله ندعوه سبحانه وهو القريب منا ويعلم حالنا ، سبحانك ربي .. لا أله إلا أنت إني كنت من الظالمين..

اليوم كنت أتصفح أرشيف بريدي الالكتروني فوجدت رسالة إلكترونية جميلة تعلمنا التوكل على الله حق توكله ، وقد أعجبني فأحببت أن أشارككم وأنقل لكم القصة كما هي..

يقول راوي القصة : في لقاء صحفي مع أحد رجال الأعمال المعروفين سألوه عن موقف مرّ به فقال : في إحدى الليالي شعرت بشئ من القلق فقررت أن أتمشى في الهواء الطلق ، فبينما أنا أمشي في الحيّ مررتُ بمسجد مفتوح فقلت : لم لا أدخل لأصلي فيه ركعتين ؟ قال : فدخلت فإذا بالمسجد رجل قد استقبل القبلة ورفع يديه يدعو ربه ويلحّ عليه في الدعاء فعرفت من طريقته أنه مكروب.
قال : فانتظرتُ حتى فرغ الرجل من دعائه فقلت له : رأيتك تدعو وتلحّ في الدعاء كأنك مكروب ، فما خبرك ؟
قال عليّ دين أرّقني وأقلقني ، فقلت : كم هو ؟ قال : أربعة آلاف ، قال فأخرجت أربعة آلاف وأعطيتها إياه ففرح بها وشكرني ودعا لي ، ثم أخذت بطاقة فيها رقم هاتفي وعنوان مكتبي وقلت له : خذ هذه البطاقة وإذا كان لك حاجة فلا تتردد في زيارتي أو الاتصال بي وظننت أنه سيفرح بهذا العرض ، لكني فوجئت بجوابه
أتدرون ما هو جواب الرجل ؟؟
قال : لا يا أخي جزاك الله خيراً لا أحتاج إلى هذه البطاقة ، كلما احتجت حاجة سأصلي لله وأرفع يدي إليه وأطلب منه حاجتي وسييسر الله قضاءها كما يسّرها هذه المرة.... انتهت القصة

هذه القصة ذكرتني ذلك الحديث الصحيح .. لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً و تروح بطاناً ، أي تبدأ يومها جائعة ولا ترجع آخر يومها إلا وقد شبعت..

قصه رائعة تحمل العبر الكثير لكن لو كنت محل رجل الأعمال لما وهبت المال بدون عمل ، والمفترض مساعده رجل الأعمال بإيجاد عمل مؤقت ويكافئه عليه أفضل من تشجيعه على التوكل بدون عمل ، فعمر بن الخطاب طرد شباب من المسجد لأنهم لم يبحثوا عن أرزاقهم.

قال تعالى : ( من توكل على الله فهو حسبه )

ومن شروط التوكل على الله :
أولاً : حسن الظن بالله وتمام الثقة به - أنا عند حسن ظن عبدي بي - !!
ثانيا : التوكل مع الأخذ بالأسباب - أعقلها وتوكل - !!

والتوكل الكامل هو أن يكون اعتمادي واعتقادي الجازم بالله وحده في تحقيق مطلبي وكل من يساعد في تفريج همي هو من تيسير الله..

اللهم ارزقنا حسن التوكل عليك والتفويض إليك..

ومضة :
من لطائف الأسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليسر بالعسر ، لأن الكرب إذا عظم واشتد ، وحصل للعبد اليأس من الخلق ، تعلق قلبه بالله وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج..