عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 06/11/2011 الموقع : المغرب
موضوع: عاشوراء بالمغرب الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:18 am
يحتفل المغاربة بعاشوراء ابتداء من فاتح محرم بداية السنة الهجرية الجديدة إلى غاية العاشر منه يوم عاشوراء في المغرب مختلف تماما... فلا بكاء في هذا اليوم و لا ضرب بالسياط على الضهور و لا حزن على الحسين كما يوجد في بعض المناطق الشيعية ولكن مثل العراق وايران ولبنان إلى درجة التمادي في إقامة طقوس النوح واللطم على الخدود والصدور، وشق الرؤوس بالفؤوس عندنا في المغرب غير فهو مناسبة للفرح و الصيام و الدعاء اقتداء بنبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم و كذلك إدخال السعادة إلى قلوب الصغار.
كما تكون مناسبة للذكر والابتهال إلى الله باعتبارها مناسبة دينية تخرج فيها الزكاة لتوزع على الفقراء والمحتاجين. وبعيدا عن الدلالات الدينية والأبعاد التاريخية، فعاشوراء مناسبة يحتفل بها الأطفال أكثر من البالغين وهكذا ترتبط عاشوراء عند المغاربة بالألعاب واللعب، وبولائم خاصة لهذه المناسبة و لعل أهم ما يميز هذا اليوم هو ظهور أسواق موسمية خاصة باللعب و الحلويات وتجد الاسواق قبل يوم عاشورا مكطدة بالناس يشترون الالعاب لاولادهم والفاكية وهيا عبارة عن التمر والمكسرات على جميع انواعها وكذلك نجد تقاليد رش المارة في الشوارع بالماء في يوم عاشوراء ابتهاجا لهذا اليوم
فيوم عاشوراء لدى المغاربة، كما كل مناسبة دينية، طقوس أكل خاصة، وتتمثل بالكسكس العيشوري وهو طبق يعد ببقايا لحم عيد الأضحى المقدد، وتقديم أطباق الفواكه اليابسة المنوعة مثل اللوز والجوز والتمر والعنب المجفف أي الزبيب والتين المجفف، والكاوكاو وتقدمه للعائلة يوم عاشوراء في صحن كبير الممتزجة بحبات حلوى (القريشلات) المرفق بالشاي المنعنع يتناول منه كل أفراد الأسرة وكل ضيف حل بالبيت في ذلك اليوم بكل حرية لانه يكون يوم صلت رحم بين الاقاريب والاحباب
وأجمل ما في عاشوراء المغربية طقوس الأطفال في احتفالهم باللعب ففي هذا اليوم تعبر الطفولة المغربية عن حسها الإبداعي في شكل أداء جماعي في الساحات الفسيحة وعند نواصي الشوارع. رغم ما يشوب تلك الألعاب أحيانا من عنف، وخاصة عند ليلة عاشوراء التي تسمى لدى الأطفال ب( الشعالة) التي توقد فيها النيران المتوهجة التي تكون احيانا خطرا على الاطفال بعض الناس يرثن معتقدات تقول إن فترة عاشوراء هي مناسبة لجلب الحظ والبحث عن السعادة، فتلجأ بعض الفتيات إلى العرافة، أو ما يصطلح عليها باللغة العامية "الشوافة" التي تعمل على كشف طالعهن وكذلك بعض النساء يلتجأن الي السحر والشعودة فهذا غير مقبول ويجب محاربته لأنه منافي للأخلاق وتعاليم الدين الإسلامي
فالعوائل المغربية لحد الأن حافضت على طقوس وتقاليد عاشوراء فهذا من باب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية التي تميز بها مجتمعنا المغربي والتي تخص الحفاظ على تماسك الأسرة وصلة الرحم وزرع الفرحة في قلوب الصغار. ويرى إدريس هاني الباحث في الفكر الإسلامي أن هناك تعبيرات متنوعة للطقس العاشورائي في المغرب، بعضها له علاقة بالعهد الأموي، وأخرى شيعية وأخرى يهودية.
ويشرح هاني: "بالنسبة للتأثير الأموي في المغرب بخصوص هذه الظاهرة لا نكاد نجد له انعكاسا واضحا سوى فيما يبدو من مظاهر الفرح والبهجة التي تظهر من خلال بعض التعبيرات.
ويعتبر هاني أن لليهود الذين قطنوا المغرب قرونا قبل الإسلام احتفالا خاصا بهذا اليوم أيضا، مبرزا أن هناك "علاقة بين طقس الرش بالماء واحتفال اليهود بهذه الذكرى التي أنجى الله فيها موسى من فرعون وأغرق هذا الأخير.
ويتابع الباحث بالتأكيد على أن ما يسميه المغاربة بيوم زمزم ليس سوى تعبيرا إسلاميا عن قصة ماء البحر الذي انشق لموسى، وأغرق فيه فرعون وجنوده".
ويضيف هاني طقسا آخر يمتد إلى اليوم الحادي عشر من محرم، وهو يوم "الهبا والربا" حيث ينقطع التجار عن أي لون من النشاط التجاري، معتبرين أي ربح ربا وهو هباء لا بركة فيه، وهذا بعد أن تنشط التجارة في اليوم العاشر باعتبار المتاجرة فيه تأتي بالبركة، لا سيما شراء أشكال الحلوى والمكسرات وألعاب الأطفال وما شابه..".
ويخلص الباحث المغربي إلى أن موضوع التجارة، المهنة الأساسية لليهود، وقصة البركة والرش الموصولة بقصة موسى وغرق فرعون، كلها مؤشرات على آثار يهودية في صميم هذا التركيب الثقافي للطقس العاشورائي في المغرب". و في الأخير أقول لكم - على لسان أهل المغرب في مثل هذه المناسبات- :"عواشركم مبروكة" نسأل الله أن يألف بين قلوب المومنين و يرزقنا فضل يوم عاشوراء و ان يتقبل منا ومنكم الصيام .... واليكم بعض الصور الخاصة بالمناسبة بوجلود او بابا الشيخ كما يناديه البعض
الشعالة ا عادة إشعال النار خلال الليلة التي تسبق عاشوراء مع ترديد الأهازيج الاحتفالية بهذه المناسبة من طرف الشباب وصغار السن. وفي الليلة التي تسبق يوم العاشر من شهر محرم، يعمد الأطفال والشباب في كثير من المناطق بالمغرب إلى إشعال النيران في أغصان الأشجار وفي الإطارات المطاطية.
ويطوف الشباب بالنار التي غالبا ما يشعلونها في الشوارع المهجورة أو الساحات الشاسعة والخالية مرددين أهازيجهم الخاصة بمناسبة عاشوراء بأصوات مرتفعة. ويسمى هذا الطقس "شعايلة" الذي يكون خاصا بالاحتفال بالنار، وفي الغد يتبعه طقس آخر مناقض له تماما؛ حيث يتم التراشق بالماء بين الناس في الأزقة والشوارع خاصة في الأحياء الشعبية للمدن وحتى في البوادي.
وكان أصل طقس الرش بالماء، بحسب الأشخاص كبار السن الذين عايشوا تلك الحقبة من الزمن، يتمثل في اغتسال النساء بالماء البارد في الصباح الباكر من يوم عاشوراء، اعتقادا منهن أنه بذلك ستمتلئ السنة بالخير العميم والفضل الكريم.
لكن هذا الطقس تغير بمرور السنوات، وأضحى عبارة عن تراشق بالماء بين الجيران وخاصة بين الشباب في الشوارع، تعبيرا منهم بالاحتفاء بمناسبة عاشوراء برش من تربطهم بهم علاقات الود والمحبة. وحادت هذه العادة الشعبية عن سكتها وفرحتها المرجوة، لتصبح سلوكا استفزازيا لدى البعض حين يقصدون إيذاء المارة، لا سيما الشباب الذين يتحرشون ببعض الفتيات فيقمن بتهديدهن بسكب الماء البارد فوق رؤوسهن وإفساد ملابسهن وزينتهن.
وتقع إثر هذه السلوكيات العديدُ من الحوادث والشجارات التي أحيانا تكون غير محمودة العواقب، حيث عرفت السنة المنصرمة حادثة قتل بسبب عراك شديد بين شابين أحدهما سكب سطل ماء على أخت الشاب الثاني، كما حدث أيضا أن اُجهضت سيدة من فرط الفزع حين تم سكب الماء عليها من أحد السطوح.
أما يوم زمزم في البوادي فيتجلى في شكل آخر، إذ يقوم السكان قبل طلوع الشمس برش ممتلكاتهم الفلاحية من قبيل الحقول ومحاصيل الحبوب والآلات الزراعية وقطعان الماشية، بغية جلب الحظ للحصول على سنة فلاحية خصبة. الشاي والفاكية الدربوكة والبندير تقاوم العولمة
لعب الاطفال [urpg[/img]
[/url]
???? زائر
موضوع: رد: عاشوراء بالمغرب الأربعاء ديسمبر 07, 2011 4:00 am