خبرتني العصفورة
أشياء...
و أشياء...
و أشياء .. كثيرة
خبرتني...
عن يومك
عن ليلك
عن أحوالك
وحتى عن أحلامك.
و رسمت لي
خريطة بيتك
خبرتني...
عن لون جدرانك
وانك مزجت
بين الأزرق .. و الأصفر
وعن أثاثك
عن سريرك
و الغطاء الأحمر
خزانة ملابسك
لون قمصانك
و شكل الأزرار.
خبرتني...
عن قارورة عطرك
عن شكل مشطك
و وصفت لي ..
المدفئة
وهدوء الأنوار.
كلمتني ...
عن لوحاتك
و ما تخفيه من أخبار
عن الإيحاءات
عن ما دفن من صور
عن البراويز الجميلة
و لونها الذهبي الأصفر.
ووصفت لي ...
مكتبك الهادئ
من خشب الصنوبر
و الكرسي الأنيق
من الجلد الأحمر
ووصفت لي..
أقلامك...
وكلمتني حتى عن نوع الحبر
و عن مشروع مذكرة
تبوح فيها بكل الأسرار.
و كلمتني...
عن مسودة
تقول فيها...
أن حبي كان
من علامات بلوغك
وان أيام الوصل
كانت ربيعا...
وكانت أزهار
وأن بي سحر
لا يعرفه احد من البشر
وان بي مغنطيس
يشدك وان كنت
في أعمق بحر.
وان لعيوني
بريق...
يخطف الأبصار
وحين أمرح ...
تغني الغابات
وترقص الأشجار
و حين أغني
تضحك النجوم
ويبتسم القمر.
وحين أقول شعرا
تنام الأمواج
ويصفق لي البحر
واني يوم حزنت
بكى الصخر
و تفتت المرمر
وانك بوداعي
ودعت كل شهية
واقتت على فتات
الأخبار
لكن أخباري
شحيحة...
وعطشك يحتاج
لأنهار...
وانك تسكر
من الذكرى
وما فكرت يوما
في الانتحار
فلك من أمل الرجوع
ما تتحمل به
ظمأ الشوق
فتسكن عتبة
الانتظار.
وأنك حين تسمع
مناد ينادي باسمي
تصاب بالدوار
وتنهار ...
وتستفيق على غصة
هي أحر من الجمر.
خبرتني العصفورة
أشياء...
واشياء..
وأشياء كثيرة